بين يدينا اليوم كتاب ذو عنوان غامض تعبر عنه صورة الغلاف التي تصور التقارب الشديد بين المعالج وحالاته النفسية، نص الكتاب رائق ومكتوب على مهل، صاغه متخصص أكاديمي ومعالج نفسي مزج فيه بين المعرفة العلمية الصرفة بحكم عملة كأستاذ جامعي، وبين خبرته الشخصية في العلاج والإرشاد النفسي، جراء إشرافه لسنوات طوال على تدريب طلابه في المستشفيات النفسية.
لعل ما يميز هذه المجموعة الشائقة من الحالات النفسية والتي تنقسم إلى جزئين يضم كل منهما عشرين حالة، هو تلك اللغة الجزلة ذات اللمحة الأدبية الساخرة أحيانا.. ستسأل نفسك وأنت تقرأ مقدمته الثرية “المتفزلكة” هل يطلب الكاتب ودي أم يسخر من شغفي بمطالعة ما كتب ؟ غير منتبه لكون هذا هو هدفه الأصلي حين شرع في صياغة مقدمة على هذا النحو.. ثم ستمضى معه قدما بين حالاته المتعددة لترى نفسيات لن تصدق تنوعها، نساء ورجالا غربي الأطوار حتى لتقول ” وهل هناك من يفعل أمرا كهذا؟!”، والكاتب يوضح في كل حالة أسلوب تعامله معها ويعترف بشفافية نادرة بمال الحالة، وهل أصاب معها أم أخفق.
سترى نماذج بشرية دفعت بنفسها أو ذويها المجاهل الاضطراب، وأخرى ساعدت بحكمتها أحبابها على اجتياز الصعاب، وأنا أعدك كقارئ سبقك إلى صفحات الكتاب أنك لن تجد مشقة في القراءة، لكنك ستجدها في تقبل مفاجآت النماذج الإنسانية التي ستلتقي بها عبره، وأعدك أنه لن يدعك كما أتاك
Reviews
There are no reviews yet.