يمكن إعادة تسمية العلاج النفسي في القرن الحادي والعشرين باسم «علم الصحة السلوكية»؛ وذلك لِما تُسهم به سلوكيات الرعاية الذاتية من تأثيراتٍ حاسمة في المخ وجهاز المناعة والجسم بشكلٍ عام. ولعل تبني هذا المنحى التكاملي للعلاج النفسي يزيد من فعاليته، حال وضعنا في الاعتبار ذلك الترابط المعقد بين العقل والمخ والتعبير الوراثي. ومن ثم، فإننا حال أردنا الحصول على علاج نفسي تكاملي حقًّا، صار لِزامًا علينا توسيع نِطاق منظورنا؛ ليشتمل على دمج النتائج العلمية الجديدة في مجال الممارسة الإكلينيكية العلاجية جنبًا إلى جنب مع ما توصل إليه عددٌ من المجالات العلمية ذات الصِلة، ولعل أبرزها: العلم العصبي المعرفي، وعلم المناعة العصبية النفسية، وعلم ما فوق الوراثة، وعلوم التغذية. ولعل هذه الدعوة للتكامل تحثنا على ضرورة تبني الرعاية الصحية العامة وتجاوز النِطاق التقليدي لحدود التدريب في العلاج النفسي. ويتعين على كل دارس لعلم نفس الصحة وعلم النفس الإكلينيكي وممارسي العلاج النفسي قراءة هذا الكتاب للخروج بهذا المنظور الشمولي.
Reviews
There are no reviews yet.